Translation

 
من  الناحية المادية لا يمكن للدولة أن تنشأ اذا لم تتوفر لها مجموعة من المكونات والعناصر التي تخلق منها كيان إجتماعي ومن هذه المكونات والعناصر : 

الإقليم :

يمكن تعريف الإقليم وذلك المجال الجغرافي الذي به تتميز الدولة عن غيرها، فيه يقيم شعبها وضمن حدوده تمارس سيادتها فهو عباره عن أرض معينة يحيى ويعيش فيها الشعب بصفة الإستقرار والدوام وتكون المجال الذي تتجلى فيه مظاهر السلطان الدولة على الأفراد المقيمين فيها، فالدولة هي قبل كل شيء وحدة اقليمية ظاهرة مكانية ذلك أن الإرتباط جماعة الإنسانية بإقليم معين هو أساس وعيها بذاتها الجماعية المتميزة كما أن الإرتباط به والإستقرار عليه على صفة الدوام هو أساس ظهور مفهوم الوطن الجغرافي والإقليمي وهو مجموعة من االمكونات الطبيعية مثل( الجبال أنهار البحيرات...) أو الصناعية... الخ . 
 

 كما  أن مساحة إقليم الدولة يمكن أن تتفاوت  بين الدول هنا دول ذات مساحة كبيرة أي توجد دول تحسب مساحتها إقليميا بملايين الكيلومترات المربعة في حين أن دول أخرى لا تتعدى مساحتها عن 21 كيلومتر، ولا يشترط أن يكون موحدا أي متصل الأجزاء بل قد تكون أجزاءا منفصلة عن أجزاء أخرى كما أن بعض دول تتكون من عدة جزر كاليابان وإندونيسيا.

الشعب :

 فكما لا يمكننا أن نتصور قيام دولة بدون إقليم فلا يمكننا كذلك أن نتصور دولة بدون شعب، الشعب يعتبر شرطا مقدما ولا غنى عنه لتكون الدولة فهو الوسط الاجتماعي الذي تنطلق منه نشأة الدولة وللشعب مدلول إجتماعي وآخر سياسي فالشعب ينصرف من ناحية الاجتماعية إلى مجموع الأفراد الذين يقيمون فوق إقليم الدولة وينتسبون إليه عن طريق التمتع بجنسيتها حيث يطلق عليهم المواطنون أو رعاية الدولة اما الشعب في المفهوم السياسي هم الأشخاص الذين يتمتعون بالحقوق السياسية أي الأشخاص الذين يحق لهم في المشاركة السياسية في الإنتخابات والاستشارات العامة  هذان المفهومين  يبينان أن الشعب مفهوم الشعب بالمعنى السياسي اضيق من مفهوم الشعب بالمعنى الإجتماعي وحتى دائرة الشعب بالمعنى السياسي تضيق وتتسع حسب  طبيعة الإقتراع. 
 

فالشعب هو التجمع من الرجال والنساء من أعمار مختلفة أن ولا يحتوي فقط على الأفراد مقدمين كل منهما بصفة شخصية وجمعيات من مختلف الأجناس والإتجاهات  المكونة من هؤلاء أفراد العائلة أو النقابات أو المقاطعات أو المحافظات، ولا يشترط توافر عدد معين. 

 السلطة السياسية :

 تمثل السلطة السياسية الركن الهام من أركان الدولة فلئن كان إستقرار الشعب على إقليم ما يعتبر مبدئيا شرطا أساسيا لقيام الدولة فإنه بدون وجود سلطة سياسية عليه يخضع لها جميع الأفراد المكونين للجماعة لا يمكن أن تقوم الدولة لذلك يبقى صحيحا ما عبر عنه البعض في قوله بأن الحياة السياسية كلها تتمركز حول ذلك المركب من العناصر المادية والمعنوية الذي يسمى بالسلطة وهو عامل يكاد يكون حاسما في بناء الدولة. 


الدولة ظاهرة سياسية فلا دولة بغير توفر سلطات  سياسية التي هي الشرط وجوبي بالنسبة لقيامها وحسب مقوله الدولة الحديثة التي بدأت بالظهور في أواخر القرن الثامن عشر وترسخ مع الثورة الفرنسية سنة 1789 لم تعد السلطة موضوع إمتلاك من أحد فقد أصبحت السلطة مؤسسة أي عبارة عن مجموعة من الأدوار والوظائف بين الحكام و المحكومين بارزة الشخص المعنوي مجسد في الدولة والسلطة السياسية يقصد بها مجموعة الأجهزة السياسية والإدارية القادرة على الاطلاع بوظائف الدولة في الداخل والخارج فعلى المستوى الداخلي تقوم بإشباع الحاجات الأساسية  للمواطنين وتنظيم العلاقات فيما بينها ورعاية مصالحهم.... أما على المستوى الخارجي فهمتها الحفاظ على إقليم الدولة وإدارة  إستغلال مواردها وخيراتها على الوجه الذي يستفيد منه مجموع  السكان. 
العناصر المادية للدولة

الدكتور : عبد اللطيف بكور

 

تابعونا من هنا

أكتب تعليق

أحدث أقدم

دروس قانونية

{getBlock} $results={دروس في القانون} $label={#} $type={col-left} $color={#1abc9c}